يحتفل العالم، اليوم الجمعة باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، وبهذه المناسبة قام المرصد المصري للصحافة والإعلام على مدار اليوم، بنشر عدد من التدوينات عبر منصاته المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي، للتعريف بهذا الحدث، كما سلط الضوء على عدد من أصحاب الهمم الذين عملوا فى مجال الإعلام، وواجهوا الكثير من الصعوبات والتحديات وتغلبوا عليها.

 

ما هو اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة ولماذا نحتفل به؟

هو يوم عالمي خصص من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ويجري الاحتفال به بتاريخ 3 ديسمبر من كل عام في جميع أنحاء العالم.

فى هذا اليوم يتم حشد الدعم بشأن قضايا حرجة في مجال إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز الوعي بشأن قضايا الإعاقة، و استرعاء الانتباه إلى فوائد إقامة مجتمع شامل ومتاح للجميع.

أهداف اليوم العالمي لذوي الإعاقة:
فهم قضايا ذوي الإعاقة من أجل ضمان حقوقهم.
تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من تحقيق نحو مستقل.
الحصول على أفضل الخدمات الصحية دون تمييز.
تعزيز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم من خلال مشاركاتهم في الأنشطة المختلفة.
إشراكهم بشكل كامل في جميع جوانب الحياة والتنمية.
تحديد وإزالة العقبات والحواجز التي تحول دون إمكاناتهم.

حقائق وأرقام
يعيش 80% من أصل مليار شخص من ذوي الإعاقة في البلدان النامية.
يُقدر أن 46% من المسنين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر هم من ذوي الإعاقة.
يُحتمل أن تعاني واحدة من كل خمس نساء من إعاقة ما في أثناء حياتها، بينما يعاني واحد من كل عشرة أطفال من الإعاقة.
الأشخاص ذوو الإعاقة هم من بين الأكثر تضررًا من فيروس كورونا في العالم

بروفايلات عن صحفيين وإعلاميين من ذوي الإعاقة

أحمد وجيه

لم تمنعه إعاقته من أن يمارس مهنة البحث عن المتاعب، أحب الكتابة منذ صغره، ودرس الإعلام عن طريق الصدفة، وعمل فى بعض المواقع الإخبارية بالأقاليم، وبسبب نشاطه وتميزه لم يكن محسوبا على الأشخاص ذوي الإعاقة، 90 % من أعماله فيديوهات من قلب الأحداث، ومنها انفرادات عرضت على قنوات فضائية.
أحمد وجيه هو صحفي مصري وُلد فى محافظة المنيا، حصل على ليسانس آداب قسم إعلام شعبة صحافة جامعة المنيا عام 2010، بدأ مشواره المهني وهو طالب عام 2008.
وُلد أحمد بإعاقة حركية، وتسببت التجارب الطبية الفاشلة التى خاضها فى تفاقم إعاقته واستمر في العلاج 18 عامًا، تدرب فى العديد من الجرائد الإقليمية فى محافظة المنيا منها ( المستقبل العربي – أخبار البلاد – أخبار المنيا )، وعمل محررًا رياضيًا لموقع أخبار الناس، وكان مراسل محافظة المنيا لموقع حقوق دوت كوم منذ 2010 وحتي يناير 2014، خلال هذه الفترة اكتسب العديد من الخبرات وكون شبكة مصادر جيدة.
بالإضافة إلى ذلك عمل أحمد وجيه، مراسلاً لجريدة الأهرام المسائي “قسم الحوادث – محافظات” عام 2012، وعمل كديسك مركزي لجريدة “المصري” الصادرة عن حزب المصري الديموقراطي الإجتماعي عام 2014 ، وجريدة مجتمعنا اليوم بالمنيا، كما عمل فى جريدة صوت المنيا، الجريدة الرسمية للمحافظة، وفى الفترة من 2013 إلى 2016، كان مدير تحرير بعدة جرائد إقليمية منها ( جريدة مصر بلدى بالمنيا الصادرة عن حزب “مصر بلدي” – جريدة المصري الديمقراطي “حزبية” – جريدة مجتمعنا – جريدة المنيا نيوز).
فى عام 2017 بدأ أحمد يأخذ مسلك التوثيق الصحفي، فأسس مدونة على شبكة المعلومات الدولية الانترنت، اسماها “ويكي منيا”، و نشر بها المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، من شخصيات عامة إلى أماكن أثرية وتاريخ العائلات وغيرها من المواد الوثائقية التى قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء عروس الصعيد، وقد صنفت بعض الصحف والقنوات الفضائية هذه المدونة بأنها أول مدونة وثائقية على مستوى محافظات مصر.
وعن طريق هذه المدونة أصدرت أحمد وجيه كتابه الأول “ناريمان ضحية العرش”، الذى تناول فيه قصة حياة آخر ملكات مصر، وحصل على العديد من الجوائز منها جائزة الصوت الحر فرع القصة الخبرية، وكرمه محافظ المنيا عام 2017 في عيد المنيا القومي للمحافظة.
وخلال مشواره المهني، كان أحمد يحظى بحب واحترام كل من تعامل معه، وذكر فى تصريح خاص للمرصد المصري، أنه لا يوجد أي تمييز فى المعاملة بين الصحفي السليم و الصحفي ذوى الإعاقة لا من مسئول ولا من زميل، فـ الفروق تظهر فى الشغل، مشيرا إلى أن الصحافة من الممكن أن تكون للإنسان المعاق مهنة صعبة ولكن طالما أحب الإنسان مجاله واجتهد فيه، فإن الصعوبات تتذلل أمامه.
قالوا عليه مجنون، إزاي عاوز يغطي أحداث صحفية مهمة وهو كفيف؟، فـ تحدى كل قوانين الطبيعة وأصبح صحفي ومقدم برامج إذاعية، و معلق ومحلل متخصص في تغطية الأحداث الرياضية، وأبهر الجميع بمهاراته وما يقدمه فى مجاله الصحفي رغم كونه كفيفًا، ليثبت للجميع أنه إنسان مهم وأنه لم يكن يومًَا زيادة على الحياة.
بطل هذه الحكاية هو الصحفي محمود عباس، الذي دخل مجال الإعلام وهو طالب جامعي، عن طريق كرة القدم “معشوقته الأولى”، وقد ساعده فى هذه المهمة الكابتن الراحل محمود بكر، أباه الروحي، وأول من شجعه على دخول عالم الإعلام الرياضي وتوسم فيه خيرًا.
بدأ محمود، مشواره المهني كمراسل وقام بتغطية 28 مباراة، وأجرى العديد من اللقاءات الإعلامية فى مع المدربين ولاعبي كرة القدم، ومن أبرزهم محمد أبو تريكة وأحمد حسن ومحمد بركات، والكابتن حسن شحاتة عندما كان مديرًا فنيًا لمنتخب مصر.
عمل محمود عباس، في جريدة الوطن منذ عام 2012، محررًا صحفيًا، وترأس قسم المتابعة الخبرية بعد عمله به لمدة 5 سنوات ونصف، وتولي إدارة قسم “ألوان” بالجريدة، وكان يقضي أكثر من 11 ساعة يوميًا داخل جدران الجريدة، بجانب هذا عمل مقدمًا لبرنامج “بعيد عن دماغك” عبر إذاعة “نغم FM”، و فى عام 2021 قدم برنامجه الإذاعي “علشان سعادتك”، ويعتبر من أبرز الصحفيين متحدي الإعاقة البصرية في مصر، وقد رفض التعيين في مجال الصحافة تحت بند 5% وانتظر دوره فى التعيين مثل باقي زملائه الأصحاء، إلى أن انتسب إلى نقابة الصحفيين.
لكل إنسان لحظات صعبة يمر بها، وأبرز المواقف الصعبة، التى مر بها محمود هو اليوم الذى عرف فيه أنه كفيف، وكان وقتها فى سن الرابعة، وتعرض إلى صدمة نفسية كبيرة، بعدما رفض أحد الأطفال اللعب معه ﻷنه “أعمي”، هنا تدخلت والدته وعلمته كيف يتكيف مع حالته، وكانت النور الذي يهتدي به فى الظلام.
لم يتعرض محمود لأي شكل من أشكال التنمر بسبب إعاقته البصرية، وما حدث معه فى الطفولة كان مجرد علامات استفهام على وجوه أقرانه من الأطفال، الذين يرونه أنه شخص مختلف عنهم.
رغم إعاقته، تعلم الكتابة من حروف بارزة، وشارك منذ صغره فى مسابقات خطابة وإلقاء، وكانت والدته هى السبب الأول فى نجاحه. وكشف محمود فى أحد لقاءاته التليفزيونية (أنا وبنتي مع شريف منير) الدور الكبير الذى لعبته والدته فى حياته، موضحا أن أي خطوة خطاها في حياته هي وراءها، وذكر أن والدته دائمة التقرب منه وتقيم مواقفه باستمرار وتبدي رأيها بكل صراحة له ما كان له أكبر الأثر على نجاحه؟.
فى نفس المقابل حكت والدته عن طبيعة العلاقة الفريدة التي تربطها بابنها، وأنها لا تعتبره ابنها فقط ولكنها تعتبره صديقها وأبيها وابنها، مؤكدة أنها تشعر بأنها نجحت في تربيته وتحمد الله على ذلك.
تتعمد وضع يديها فوق قدميها خلال لقاءاتها الإعلامية وكأنها تحس الوجود بلمس نفسها، أنيقة وجذابة في ملابسها وهيئتها التي لا تفتقر إلى الاحتشام، تضع حجابها، تتزين بقليل من المكياج دون تكلف، وهو ما يعكس شخصيتها في عدم تفضيل كل ما هو زائد عن الحد، تجلس أمام الكاميرا وكأنها امتلكت العالم كله، بثقة وجودة تتحدث رضوى محمود، أول إعلامية مصرية عربية من ذوي الهمم.
أمام الكاميرات تتجول عينيها وكأنها تراك، تتحدث إلى الشاشة وكأنها تمتلك العالم بين يديها، اختارت رضوى محمود التقديم الإذاعي حلم لها وظلت تلاحقه حتى حققته وبجدارة، ولازالت تتعلم وتتشبث بالحياة كي تستمر فيها، بمجرد رؤيتها تعلم جيدا أنها حاضرة الذهن، تستطيع التركيز بسهولة، متمكنة ولا تُشِعر المتفرج بأي اختلاف عن زميلاتها في البرنامج.
تطل رضوى محمود على الشاشات من خلف واحدة من أكبر القنوات الفضائية، حيث أنها مذيعة بقناة “دي إم سي”، وتقدم واحدا من أقوى البرامج النسائية حاليا على الشاشات وهو برنامج “السفيرة عزيزة”، فهي بالإضافة إلى موهبتها في التقديم وتحديها للإعاقة، تدافع عن حقوق المرأة، وتتحدث في كل ما يخص شؤونها، تحارب تمييز النساء في أماكن العمل بسبب نوعهن الاجتماعي، تطالب بالعدل في إعطاء الرجل والمرأة نفس المكانة طالما الاجتهاد حليفهما، وتطالب أيضا بإتاحة الفرص للنوعين على حد سواء.
كبرت الصغيرة التي فقدت بصرها بعد أيام من ولادتها، وبدأت في تحقيق حلمها بأن تكون مذيعة الراديو في “راديو 9090″، ثم تلتحق رضوى بالعمل التلفزيوني فتكون أول مذيعة عربية كفيفة، يحتفي بها العالم العربي كله، ولا تتوقف أحلامها عند هذا الحد، فهي لا تزال تحلم وتسعى في تقديم مؤتمرات على مستوى الدولة، تقف فيها أمام العالم أجمع معلنة حريتها من إعاقتها.
رقيقة.. هادئة.. عذبة.. وفي صوتها وكلامها اتزان ونعومة، لا تخطئ شكلها ولكن أسلوبها يجبرك على تبني وجهة نظر مغايرة عمن يعانون من متلازمة داون، فها هي رحمة خالد مذيعة لبقة تتحدث إلى المشاهدين من أمام كاميرات قناة “دي إم سي” الفضائية، واحدة من أوسع القنوات انتشارًا، وقد حافظت رحمة على تلك المكانة منذ عام 2018 وحتى الآن، فهي أول مذيعة من أصحاب متلازمة داون في العالم.
منذ نعومة أظافرها كانت رحمة خالد تملأ العالم صياحا معلنة وجودها وشغفها ومواهبها المتعددة، ساعدت والدتها على إخراج تلك المواهب للنور، وقفت خلفها جنديا مجهولا، فقد كانت خبيرة تخاطب تعلم منذ ولادة رحمة كيفية التعامل مع المصابين بمتلازمة داون، فكانت ولازالت خير عائل لتلك الطفلة التي أصبحت فيها بعد فخر لوالدتها والعرب، وتمنح رحمة مصر شرف تعيين أول مذيعة من أصحاب متلازمة داون في العالم، ضاربة بذلك قدوة حسنة لدمج جميع فئات المجتمع معا.
قبل التقديم التليفزيوني كانت رحمة حسن بطلة رياضية، وخاصة السباحة، والتنس وكرة السلة، فهي متعددة المواهب، وحصلت على عدد ضخم من الميداليات، بينها 7 دولية، وهي بطلة مصر في السباحة منذ عام 2008، ومثلت مصر في كثير من المحافل الدولية، بينها في لبنان 2012 كمتحدث رسمي عن ذوي الإعاقة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع الأولمبياد الخاص في مؤتمر الشباب والمدارس، وجرى اختيارها عام 2015 المرأة الأكثر تأثيرا، وحضرت أيضا عروض أزياء كعارضة، وكانت فتاة غلاف إحدى المجلات، ودراسيا فهي حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق قسم دراسات سياحية 2018، هكذا يمتلئ بروفايل رحمة حسن بكثير من الإنجازات والمواهب المتعددة، فقد أثبتت جدارتها بقوة في مجال العمل والدراسة.
قَدًر الله للإذاعي رضا عبد السلام أن يعيش حياته دون ذراعين، فكافح وتحدي الصعوبات، وطل بصوته الهادئ المتميز على قلوب وأذان المستمعين أكثر من 30 عامًا، حتى أصبح أول مذيع من ذوى الاحتياجات الخاصة يتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم
وُلد رضا عبد السلام، فى محافظة المنوفية وعانى منذ مولده من ضمور الذراعين، وعندما جاء سن دخوله المدرسة كان هناك قرارًا بعدم دخول ذوي الإعاقة المدارس، ولكن والده أصر على تعليمه، وذهب إلى مدير مديرية التربية والتعليم، وقال له: “ابني بدون تعليم كأنه ميت”، ونجح والده في إدخاله المدرسة، وكان يكتب بقدمه، ثم بدأ تعلم الكتابة بأسنانه حتى أصبح بعد فترة من أحسن الخطوط في المدرسة.
قراءاته الكثيرة في علم النفس ساعدته على فهم نفسه والتغلب على التحديات الشخصية وتحديات المجتمع ومعرفة نقاط الضعف والقوة، ولهذا قرر منذ طفولته أن يعتمد على نفسه بشكل كامل دون مساعدة من أحد، وقد رأى أن فقدان الذراعين تعتبر منحة من الله ولابد أن يبحث عن قدراته.
تسببت إعاقته في البداية في حرمانه من الالتحاق بالإذاعة المصرية، ولكن إصراره على العمل بالإذاعة جعله يلتحق بها عام 1987 مذيعًا في إذاعة وسط الدلتا، واستمر عمله مذيعَ ربطٍ طوال هذه السنوات.
اشتهر بنقل الأمسيات الدينية وجولات إذاعة القرآن الكريم في قرى ومدن مصر، وغطى مناسك الحج عام 2006 وشارك في تقديم مسابقة القرآن الكريم العالمية بدبي، وصدرت له 4 كتب آخرها “نقش على الحجر”، و قدم العديد من البرامج الإذاعية الشهيرة منها: “قطوف من السيرة، وسيرة ومسيرة”، وفى برنامجه “مساجد لها تاريخ” تناول ما يقرب من 700 مسجدا على مستوى العالم من الناحية الدينية والمعمارية.
أحمد أبو_هميلة، هو شاب مصري، أثبت أن الإعاقة الجسدية ليست عائقاً لتحقيق الأحلام، وأن كثيرين حول العالم حوّلوا الإعاقة إلى طاقة، لم يقف فقدان البصر حاجزاً أمام طموحه ليلاحق ما يحب ويمارس ما يعشق، انخرط بالإعلام وهو دارٍ بصعوبة هذا المجال.
فقد أحمد أبو هميلة بصره تدريجيا فى نهاية المرحلة الإعدادية، ورغم ذلك التحق بالثانوية العامة وكان يسجل المواد الدراسية على شرائط كاسيت، وحصل على مجموع مكنه من دخول كلية الإعلام جامعة القاهرة.
عمل أبو هميلة فى جريدة المصري اليوم بالقطعة، وتم تعيينه بعد 5 سنوات من العمل فى قسم الأخبار بالجريدة، ونجح فى إجراء حوارات مع عدد من الشخصيات العامة، وقد حرص على امتلاك أدواته عبر البحث عن البرامج الناطقة على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر لكي يعتمد على نفسه فى أداء عمله مثله مثل زملائه.
تم اختيار أحمد ضمن ١٠ صحفيين من ذوي الإعاقة على مستوى الشرق الأوسط لدورة تدريبية في الـ”بي بي سي” بلندن، وقد كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل ختام مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، عام 2017
فى مقابلة له مع قناة “سكاي نيوز عربية” عام 2020، قال أحمد :” إن الإنسان عندما يكون لدية أمل وطموح فى الحياة، يتغلب على أي شيء، ولم أحب أن تكون الإعاقة سببًا فى أن أتخلى عن أحلامي، فحلمي كان الالتحاق بالإعلام وأكون مؤثرًا فى المجتمع وقد كان”.