أعلن موقع “مدي مصر” الإخباري، اعتزام حزب «مستقبل وطن» التقدم ببلاغ ضد الموقع وعدد من الصحفيين والمحررين فيه، بدعوى نشر أخبار كاذبة، وذلك على خلفية نشر الموقع، أمس الأربعاء الموافق 31 أغسطس 2022، خبرًا يكشف عن عملية تطهير مرتقبة في صفوف الحزب على خلفية وقائع فساد.

وأوضح الموقع فى بيان له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “أنه حصل على نسخة من البلاغ الذي يتم توزيعه على عدد من نواب الحزب في مجلس النواب من أجل توقيعه والتقدم به للنائب العام، ويتهم البلاغ رئيس مجلس إدارة “مدى مصر”، ومحرر الخبر، وثلاث صحفيات في الموقع بنشر أخبار كاذبة ضمن تهم أخرى، مطالبًا بإحالتهم لمحاكمة جنائية عاجلة بناء على مواد في قانون العقوبات”.

و لم يتسنَ لـ”مدى مصر” التأكد من التقدم بالبلاغ بالفعل حتى الآن، ولكنه نقل عن مصادر له قولها:”إن الحزب سيُلحق مع بلاغه المقدم للنائب العام، مذكرة قانونية بدعوى مخالفة رئيس تحرير الموقع الإخباري والصحفيات الثلاث مواد في قانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس اﻷعلي لتنظيم الإعلام”.

كان موقع “مدى مصر”، نشر، أمس الأربعاء، خبرًا، نقلًا عن أربعة مصادر من الهيئة العليا وأمانة التنظيم المركزية للحزب أن جهازًا سياديًا يعد حاليًا حركة تطهير في صفوف القيادات العليا للحزب، صاحب اﻷغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وذلك بالتنسيق مع أجهزة رقابية، على خلفية تورط قيادات الحزب في وقائع فساد واستغلال نفوذ.

فى المقابل أصدر حزب مستقبل وطن، بيانًا اليوم الخميس 1 سبتمبر2022، للرد على ما نُشر بالموقع، نافيًا ما ورد فى الخبر، ومؤكدا أن عمليـة اختيـار كوادر الحـزب سواء فى تنظيماتـه وتشكيلاته الحزبيـة أو فـى المجـالس النيابيـة؛ تحكمهـا أسـس موضـوعية، يـأتى فـى مقـدمتها: الكفـاءة، والجـدارة، والتأهيـل، والقدرة علـى تلبيـة متطلبـات المـواطن المصرى، معتبرًا أن الهدف من نشر الخبر هو “زعزعـة ثقـة المواطنين فـى الحـزب باعتبـاره حـزب الأغلبيـة”.

وأشار بيان مستقبل وطن إلى أن الهيئـة العليـا للـحـزب استشـعرت أن تلـك الأخبـار لا تستهدف الحـزب فـى حـد ذاتـه وإنمـا هـى إرهاصـات لمحـاولات تمزيـق الحيـاة السياسية المصـرية، لذا أعلن الحزب إلتزامه اتخاذ الإجراءات القانونيـة قبـل الموقـع ومحـررى تلك الأخبـار ؛ بدعوى “إظهار الحقائق أمـام الـرأى الـعـام والتمسـك بـالتعويض الأدبـى والمعنـوى والمـادى عـن الأضــرار التـى نـالـت الحـزب وقياداتـه جـراء الإسـاءات الكاذبـة التـى تضـمنتها تلـك الأخبار”. ومطالبـة القائمين على إدارة الموقع الإلكترونى ( مـدى مصـر ) بنشر اعتذارًا رسـمـيًا عـن تلك الإدعاءات – حسب نص البيان-.

من جانبه، أعلن موقع «مدى مصر» تمسكه بنزاهة الخبر والتزامه بالمعايير المهنية اللائقة بما يكفي لنشره باعتبار الخبر مصلحة عامة عن أكبر الأحزاب تمثيلًا في البرلمان وأقربها إلى السلطة.

وقال الموقع إنه “يأسف للجوء حزب مستقبل وطن إلى نغمة تهديدات بعواقب أمنية لصحفيين يمارسون مهنتهم في أصعب الظروف الممكنة بدلًا من إرسال تكذيب إلى الموقع لنشره، أو نشر بيان نفي، كما تقتضي الأعراف الصحفية”.

ويعتبر «مدى مصر» أن هذه التهديدات تتفق مع خط طويل من الممارسات القمعية التي يتعرض لها الصحفيون في مصر، من مضايقات أمنية وفترات حبس تستمر طويلًا، ما تسبب في أن تصبح مصر إحدى أسوأ الدول على مؤشرات حرية الصحافة.

جدير بالذكر أن موقع “مدى مصر” تعرض لعقبات أمنية بسبب تغطياته الصحفية، أبرزها تعرض الموقع للحجب داخل مصر في 24 مايو 2017، وإلقاء قوات الأمن القبض على أربعة من الصحفيين والمحررين العاملين فيه في نوفمبر 2019، بعدما اجتاحت مقر الموقع واحتجزت المتواجدين فيه، قبل أن ينتهي الأمر بإخلاء سبيل المقبوض عليهم. وفي مايو 2020، أُلقي القبض على رئيسة تحرير «مدى مصر» لينا عطا الله قبل أن تأمر النيابة بإخلاء سبيلها في اليوم ذاته.

وبهذه المناسبة تعلن مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، دعمها الكامل لموقع “مدي مصر”، ورفضها أي محاولات لقمع الصحافة وتكميم الأفواه، وذلك ﻷن حرية الصحافة هي ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية الحقيقية في بلدان العالم التي تتمتع بالحقوق المدنية واحترام حقوق الإنسان.