أصدر “المرصد المصري للصحافة والإعلام”، نشرته الشهرية الإحصائية للحريات الصحفية، موضحًا بها كافة الوقائع التي لحقت بالصحفيين أثناء التغطية الميدانية أو الملاحقات القانونية للصحفيين داخل أروقة المحاكم في القضايا المتعلقة بعملهم الصحفي.

يعتمد “المرصد” في رصده للحالات المذكورة بالنشرة الشهرية على منهجية رصد وتوثيق تمكنه من فلترة الوقائع والأخبار التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتعتمد وحدة الرصد والتوثيق بالمؤسسة على مجموعة من الباحثين في ملف الحرية الإعلامية عبر التواصل المباشر مع الصحفيين أو نقل الشهادات من جهات صحفية أو حقوقية وغيرها.

وتنوه “المؤسسة” بأن حصر الحالات المذكورة بالنشرة ليست كاملة، ولكن هذا ما توصل إليه فريق البحث عبر محافظات جمهورية مصر العربية.

شهدت بداية العام، أحداثًا مختلفة حيث تم رصد 13 واقعة بحق الصحفيين/ات والإعلاميين/ات وذلك ببعض محافظات الجمهورية أثناء تأدية عملهم الصحفي خلال الشهر.

الأسبوع الثاني من فبراير .. التعدي والمنع منهجية المسؤولين مع الصحافة

في 10 فبراير الماضي، منعت قوات الأمن بمحيط مكتبة الإسكندرية، جميع الصحفيين من الدخول إلى مقر اجتماع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مع الدكتور مصطفى الفقي، رئيس المكتبة.

وكثفت قوات الأمن من انتشارها في محيط المكتبة، ودفعت بسيارات الشرطة والأقوال الأمنية.

وفي نفس اليوم، شهدت المقصورة الرئيسية باستاد المصري البورسعيدي، مشاداة بين الإعلاميين والجماهير، بعد جلوس بعض المشجعين على المقاعد المخصصة للإعلاميين، الأمر الذي أعاق أعمالهم في تغطية مباراة المصري وجرين بافلوز، وتسبب في أكثر من مشادة، ونجح رجال تنظيم المقصورة في احتواء الأزمة قبل بدء المباراة.

لم يمر هذا الأسبوع بسلام، حيث تعرض حمدي حمادة، نائب رئيس تحرير جريدة الوفد، للاعتداء من قبل عقيد شرطة بقوات الأمن المركزي، أثناء تصويره تحقيق صحفي بمدينة نصر وأصابه في رأسه.

وأوضح الصحفي، أن الواقعة حدثت أثناء تغطيته لموضوع صحفي كتب عنه عدة حلقات في جريدة الوفد منذ فترة، ويتعلق بوجود عمارات أمام مقابر الوفاء والأمل، وبَلغه أن قوات الشرطة ستذهب إلى هناك لتنفيذ أحكام على المشروع، وعليه ذهب إلى هناك لتغطية التطورات وتصويرها، وبعد نشوب محادثة كلامية بينه وبين أحد الضباط فوجئ بالتعدي عليه وإصابته بجرح في الرأس.

الأسبوع الثالث من فبراير .. تهديد صحفية بالاغتصاب والقبض على صحفي “هافبوست”

تزامنًا مع منتصف الشهر، ألقت قوات الأمن القبض على الصحفي بموقع “هاف بوست عربي”، معتز شمس الدين الشهير بـ”ودنان” وذلك على خلفية إجرائه حوارًا مصورًا مع المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات.

وعلى الرغم من أنه لم يتلق أية استدعاءات أمنية من قبل، تم القبض عليه أثناء سفره بصحبة أقاربه على الطريق الدائري، الجمعة 16 فبراير الماضي.

كان موقع “هاف بوست عربي” قد نشر حوارًا للمستشار هشام جنينة، تحدث فيه عن بعض الأمور الخاصة بالفريق سامي عنان، وحيازته لمستندات تتعلق ببعض الأحداث منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، وعلى إثره تم القبض عليه واتهامه بنشر أخبار كاذبة.

كما قالت حمدية عبدالغني، الصحفية بجريدة “العالم اليوم”، في حديثها لـ “المرصد”، إنها تعرضت للتهديد بالاغتصاب من قبل قيادي بماسبيرو، حيث إنها تقوم بتغطية الأخبار الخاصة بماسبيرو منذ سنوات طويلة، بحسب طبيعة عملها.

وأضافت “عبدالغني”، أنها قامت بتقديم شكوى للنيابة الإدارية ضد رئيس القناة وفي انتظار التحركات القانونية، فضلًا عن موقف نقابة الصحفيين وتقديمها بلاغ للنائب العام بشأن الواقعة .

كان الإعلامي جابر القرموطي مقدم برنامج “مانشيت القرموطي”، المذاع عبر فضائية “النهار”، ذاع مقطع مسجل لرئيس إحدى القنوات المتخصصة يهدد باغتصاب الصحفية وقام بسب وقذف صحفي آخر بجريدة تحيا مصر.

وفي نفس الواقعة، أكد كارم المياني، الصحفي بجريدة تحيا مصر، أنه تم إهانته “بسب الدين ” من نفس القيادي وأنه علم أن السبب في ذلك هو تناوله أخبارًا عن إلغاء برنامج “دانتيل” في قناة “العائلة” الفضائية.

وأضاف “المياني”، أنه سيتقدم بشكوى لنقابة الصحفيين وبلاغ للنائب العام، ضد رئيس القناة يتهمه فيها بالسب والقذف.

وفي 18 فبراير، منع الأمن الإدارى لجامعة جنوب الوادي في محافظة قنا، دخول الصحفيين والإعلاميين لحضور مؤتمر “سلامتك تهمنا”، دون إبداء أي أسباب.

يذكر أن كلية الإعلام بجامعة جنوب الوادي، نظمت مؤتمرًا تحت عنوان “سلامتك.. تهمنا” بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور بالمحافظة، وبحضور الدكتور عباس منصور، رئيس الجامعة، والعميد حسن لطفي، مدير إدارة مرور قنا، وعدد من القيادات الأمنية وأساتذة الجامعة.

كانت عملية التصويت بالمرحلة الأولى من انتخابات التجديد النصفي لنقابة المهندسين 2018 بالصالة المغطاة باستاد القاهرة توقفت لمدة ساعة، وذلك لأداء صلاة الجمعة.

وعبر الصحفيون الذين يقومون بتغطية الانتخابات عن استيائهم بسبب منعهم من دخول اللجان الانتخابية من قبل رجال الأمن المكلفين بتأمين اللجان، رغم أن ذلك حق لهم وفقًا لما أكده رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات، الدكتور عمرو عزت سلامة.

ا

الأسبوع الرابع من فبراير.. اعتداءات ووقائع قبض لأبناء صاحبة الجلالة

منعت إدارة مستشفى رأس التين بالإسكندرية، الصحفيين من تغطية الأجواء بشأن حادثة الأتوبيس المنكوب التابع للشركة المصرية الألمانية للبورسلين، كما كلف مدير المستشفى أحد العاملين لديه بمنع أي شخص من المرور، بمن فيهم الزائرين وأهالي المرضى، ما جعلهم يفترشون الأرض أمام المستشفى دون أن يطمئنوا على ذويهم المصابين.

وشهد طريق مصر- إسكندرية الصحراوي، السبت 27 فبراير، حادث انقلاب أتوبيس لنقل العمال، تابع للشركة المصرية الألمانية لصناعة البورسلين، أسفر عن 8 وفيات و22 إصابة عقب اشتعال النيران فيه، وتم نقل الجثامين إلى مشرحة كوم الدكة، بينما نقل المصابين لتلقي الإسعافات والعلاج لمستشفيات رأس التين، القباري، وجمال عبد الناصر للتأمين الصحي، وغالبيتهم يقطنون محافظة البحيرة.

وفي اليوم الأخير، ألقت قوات الأمن، القبض على مي الصباغ الصحفية بجريدة البيان الإماراتية، وأحمد مصطفى مصور صحفي، وذلك أثناء إعدادهما لتقرير مصور بالفيديو مع عدد من مُفتشي “التِرّام” بالقرب من “محطة مصر” بحي المنشية في الإسكندرية، وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة العطارين.

وفي ذات السياق، قالت “أسماء حسانبن” الصحفية بجريدة الفجر، إنها كانت مكلفة بتصوير حفلة داخل دار الأوبرا المصرية، ومنعت من الدخول مما أدى لنشوب مشادات كلامية بينها وزميلها الصحفي ”محمود الدموكي” وأمن الأوبرا.

حيث تطور الأمر لاعتداءات وتشابك بالأيدي، وطلبت النجدة على الفور وانتهى الأمر بالتصالح، وقامت قيادات الأوبرا بإجراء تحقيق داخلي عن الواقعة لمعاقبة المخطئ.