أصدر “المرصد المصري للصحافة والإعلام”، تقريره الشهري الإحصائي للحريات الصحفية، موضحًا به كافة الوقائع التي لحقت بالصحفيين أثناء التغطية الميدانية، أو الملاحقات القانونية للصحفيين أمام النيابات وساحات المحاكم في القضايا المتعلقة بعملهم الصحفي خلال يونيو الماضي.

يعتمد المرصد في رصده للحالات المذكورة بتقرير الرصد الإحصائي على منهجية رصد وتوثيق، تمكنه من تصفية الوقائع والأخبار التي تُتداول عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتعتمد وحدة الرصد والتوثيق بالمؤسسة في الأساس على مجموعة من الباحثين في ملف الحرية الإعلامية، عبر التواصل المباشر مع الصحفيين أو نقل الشهادات من جهات صحفية أو حقوقية وغيرهما.

وقد شهد الشهر السادس من هذا العام انخفاضًا ملحوظًا في معدل الانتهاكات التي تمارس بحق الصحفيين، وهو ما يعكس مؤشرا ايجابيًا على مهنة الصحافة و الإعلام، إذ رُصدت ثماني حالات بحق الصحفيين/ات والإعلاميين/ات، أثناء تأدية عملهم الصحفي خلال هذا الشهر، وقد سُجلت خمس وقائع مختلفة عن طريق التوثيق المباشر كشهادة موثقة ومكتوبة، وثلاث وقائع غيرهما تم تسجيلهم نقلًا عن جهات صحفية، وفيما يلي:

توزيع الوقائع الملاحقة بحق الصحفيين وفقًا لنوع الصحفي:

وفقًا لنوع الصحفي كما هو موضح؛ تساوت الذكور والإناث في قائمة الضحايا خلال الشهر، إذ سُجلت حالتين لكلاً منهما، فضلاً عن أربع وقائع جميعها لحالات جماعية لم يتسن معرفهم نوعهم الاجتماعي.

توزيع الوقائع الملاحقة بحق الصحفيين وفقًا لدرجة التوثيق:

وفقًا لدرجة التوثيق سجل المرصد ثماني حالات، جاءت على النحو التالي خمس انتهاكات موثقة توثيقا مباشرًا و ثلاث حالات مرتكبة بحق صحفيين وثقت بطريقة غير مباشرة.

توزيع الوقائع الملاحقة بحق الصحفيين وفقًا لتخصص الصحفي:

تنوعت تخصصات الصحفيين الممارس ضدهم الوقائع خلال هذا الشهر، ما بين واقعة واحدة فقط لكاتب، وحالتين غير محددة التخصص، كما سُجلت خمس حالات انتهاك بحق خمسة مصورين.

توزيع الوقائع الملاحقة بحق الصحفيين وفقًا لجهة عمل الصحفي:

سجل المرصد وقائع لصحفيين عاملين بقطاعات مختلفة سواء شبكات أخبار و صحف مصرية خاصة وغيرهما، إذ رُصدت ثلاث حالات ضد إعلاميين بصحف مصرية خاصة، وحالة واحدة فقط ضد صحفي ينتمي لصحيفة إلكترونية، وأخيرًا وثقت أربع حالات لجهات غير معلومة نظرًا للانتهاكات الجماعية التي تقع على الصحفيين بمختلف جهات عملهم.

توزيع الوقائع الملاحقة بحق الصحفيين وفقًا لجهة المعتدي:

على الرغم من انخفاض مؤشر الاعتداءات عن الشهور السابقة، إلا أن الصحفيين لم يسلموا من الترصد المستمر بحقهم، إذ تصدر “الأمن المدني والحراسات الخاصة” قائمة المعتدين على الصحفيين بواقع أربع حالات، ويليها انتهاكين لوزارة الداخلية، وجاء في المرتبة الأخيرة المؤسسات الصحفية بواقع حالة واحدة، وأيضًا واقعة واحدة من قبل جهة غير معلومة.

توزيع الوقائع الملاحقة بحق الصحفيين وفقًا للنطاق الجغرافي:

أما على الصعيد الجغرافي؛ فقد تصدرت محافظة القاهرة المركز الأول في أكثر المحافظات التي وقعت بها انتهاكات ضد الصحفيين، بتسجيل ست حالات، تلتها محافظتي الجيزة وقنا بواقع حالة واحدة لكلًا منهما.

الوقائع الملاحقة بحق الصحفيين وفقًا لنوع الانتهاك:

رصد التقرير أربع حالات منع من التغطية الصحفية، وحالة واحدة لكلًا من (منع من النشر، تعدي بالقول، تعدي بالضرب، حجب موقع من على شبكة الإنترنت).

السرد التفصيلي للوقائع التي شهدها شهر مايو من العام الحالي:

يعتبر حصر الحالات المذكورة بالسرد أدناه ليست كاملة، ولكن هذا ما قد توصل إليه فريق البحث، عبر محافظات جمهورية مصر العربية خلال المدة الزمنية الواردة بالتقرير، ويشمل جميع تفاصيل الوقائع من بيانات كل انتهاك، وتفاصيل الضحية، وجهة المعتدي، ومصدر كل معلومة.

في بداية الشهر، منعت الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، المصورين الصحفيين من حمل كاميرات التصوير في محيط لجان الثانوية العامة، مطالبين بتصريح رسمي من قبل الجهات المسئولة، وجرى منع وجود الإعلاميين والصحفيين وأولياء أمور الطلاب أمام اللجان، من ناحية أخرى وضعت الأجهزة الأمنية المصدات الحديدية أمام اللجان ومنعت وجود أي سيارات بالقرب منها، مع تمشيط المناطق المحيطة للمدارس.

واستكمالًا للتضييقات وقرارات المنع، وسط تشديدات أمنية منعت قوات الأمن بمحكمة جنح مستأنف الدقي أثناء نظر جلسة استئناف المحامي الحقوقي “خالد علي“، على حكم حبسه ثلاث أشهر في قضية “الفعل الفاضح”، دخول المصورين لتغطية الجلسة، فيما سمحت للمحررين الصحفيين بالحضور، يُذكر أنه في شهر سبتمبر، كانت محكمة جنح أول درجة قد أدانت “علي” بارتكاب فعل فاضح بصورة علانية، من شأنه خدش الحياء العام في أعقاب صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة المتعلق بجزيرتي “تيران وصنافير”.

وتزامناً مع منتصف الشهر، وبالتحديد ثاني أيام عيد الفطر، أثناء تواجد المنتج السينمائي “محمد السبكي” بمنطقة وسط البلد لمتابعة دور العرض لفيلمه المعروض بالسينمات، قام مجموعة من الصحفيين بتصويره حينها بغرض التغطية الصحفية، وأوضح “محمد لطفي” مصور جريدة البوابة نيوز، للمؤسسة تفاصيل الواقعة أن زميلته بالجريدة قامت بتصوير المنتج أمام بوابة السينما، وجاء رد فعل طاقم الحراسة الخاص به بالاعتداء عليها بالضرب، وأشار أنه أسرع لحمايتها فقاموا بسبه وتوبيخه.

ومع بداية الأسبوع الرابع، تعرض موقع “كاتب” للحجب، بعد تسع ساعات فقط من إطلاقه، وأوضح “خالد البلشي” رئيس تحرير الموقع وعضو مجلس نقابة الصحفيين للمؤسسة أن الموقع تابع للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وأضاف إن قرار الحجب ليس مفاجأة لكن المفاجأة في توقيته، وبحسب بيان الشبكة بشأن حجب الموقع، فإن موقع “كاتب”، كان أول موقع حقوقي متخصص في حرية التعبير وتداول المعلومات، ويسلط الضوء على سجناء الرأي المصريين والعرب.

التضييقات مستمرة والمنع هو الحل، قال الدكتور “عمار علي حسن”، الكاتب الصحفي والباحث في العلوم السياسية والاجتماعية للمؤسسة، إنه فوجئ بتعليمات صدرت إلى كل الصحف المصرية، بعدم نشر مقاله ويعود ذلك بسبب الموضوع المنشور عن ارتفاع الأسعار مؤخرًا، وأشار أنه علم بأن تلك التعليمات وردت لجميع الصحف بمنع نشر أي مقال يتحدث عن زيادة الأسعار، وخاصة أنها وجهت إلى كل رؤساء صفحات الرأي وكذلك رئيس التحرير الذي يخشي المسائلة، مضيفًا أنه الآن مكتفي بنشر مقالاته في المصري اليوم.

أخيراً قررت إدارة الفندق الذي عقدت فيه إدارة نادي الأهرام “الاسيوطي سابقا” مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن تفاصيل شراء نادي الأسيوطى وعن الصفقات الجديدة، منع جميع الصحفيين من الدخول لتغطية الفاعليات، وطالبت ببقائهم خارج القاعة حتى يسمح بدخولهم، وسادت حالة من الهرج والمرج أمام الفندق، ومن الجدير بالذكر، أن المؤتمر شهد الكشف عن هوية المسئولين عن النادي إداريًا وفنيًا، والإعلان عن الصفقات الجديدة التي تعاقد معها الأهرام سبورت منذ إعلان الحصول على حقوق شرائه من نادي الأسيوطى.

للاطلاع على التقرير بنسخة PDF.. اضغط هنا