للاطلاع على التقرير السنوي .. اضغط هنا

يتعرض الصحفيون في شتى بقاع العالم إلى انتهاكات متنوعة تتراوح بين المنع من التغطية وسحب التراخيص مرورًا بالسجن والاعتقال ووصولًا إلى القتل والتعذيب. ويشير تقرير حرية الصحافة في عام 2019 لمنظمة مراسلون بلا حدود إلى أن “وتيرة الكراهية ضد الصحافيين قد تصاعدت إلى درجة جعلتها تبلغ حد العنف، الأمر الذي أدى إلى تنامي الشعور بالخوف، إذ يستمر تقلص دائرة البلدان التي تُعتبر آمنة، حيث يمكن للصحافيين ممارسة مهنتهم بأمان، في حين تشدد الأنظمة الاستبدادية قبضتها على وسائل الإعلام أكثر فأكثر”.

على الصعيد المحلي فقد حلت مصر في المرتبة 163 من أصل 180 دولة، متراجعة بذلك مركزين عن عام 2018، وذلك بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام والتي تحد من مهنيتها واستقلاليتها2. ويشير تقرير لجنة الصحفيين الدوليين إلى أنه هناك 250 صحفيًا سجينًا في عام 2019، وتتصدر الصين وتركيا قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين، تليهم السعودية ومصر.

ويشير تقريرنا هذا –الذين نحن بصدد عرضه اليوم- إلى أن الأخطار التي تتعرض لها مهنة الصحافة والعاملين بها في مصر لا تتوقف على الأخطار الأمنية فقط (كالمنع من التغطية أو الحبس أو الاعتقال..إلخ)، بل ينتهي عام 2019 ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن “القطة قد تأكل صغارها”، وأن السهم الذي يقتلك يأتيك من أقرب الناس إليك، فبدلًا من أن تكون المؤسسات الصحفية في مصر –في ظل بيئة عمل صحفي مضطربة- هي حائط الصد والردع والحماية بالنسبة للصحفيين، أصبحت هي من تنتهك حقوقهم وتشردهم؛ إما بالفصل التعسفي الذي بلغ نسبته 18% من إجمالي الانتهاكات لهذا العام، أو من خلال حجب حقوقهم المادية التي بلغت نسبة حوالي 19% من إجمالي الانتهاكات. كما لجأت هذه المؤسسات الصحفية وأصحابها إلى حيل عديدة وترتيبات قانونية لتنفض يدها حتى من دفع تعويضات للصحفيين المفصولين. كما تشير الإحصاءات إلى أن أكثر الانتهاكات التي طالت الصحفيين والإعلاميين خلال عام 2019 هي؛ منع من التغطية بنسبة 22% من إجمالي الانتهاكات. وفي سياق مشابه؛ استمرت السلطات المصرية بعرقلة الانتفاع بالانترنت، واستمرت في حجب المواقع والروابط الالكترونية التي وصلت إلى مايقرب من 535 موقع من بينهم نحو 100 موقع صحفي.

في إطار هذا المشهد، وهذا التراجع الملحوظ لحرية الصحافة والإعلام في مصر. تهتم مؤسسة المرصد المصري بإصدار تقريرها السنوي حول حرية الصحافة والإعلام في مصر لعام 2019، بهدف استعراض الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون والإعلاميون خلال العام المنقضي، وتسليط الضوء على أبرز الأحداث والانتهاكات التى أثرت على مهنة الصحافة واستقلاليتها.