ارتكب عدد من المصورين والمراسلين الصحفيين، بعض المخالفات والتجاوزات المهنية خلال تغطيتهم مراسم تشييع جنازة الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس.

وتلخصت التجاوزات المهنية التى وقعت خلال جنازة دلال عبد العزيز، فى التصوير من مسافات قريبة، واقتحام خصوصيات عائلة الفنانة الراحلة عبر تصوير مشاعرهم الطبيعية من بكاء وحسرة على موت فقيدتهم، والتعدي على حرمة الميت بتصويره داخل نعشه وأثناء الصلاة عليه، ومحاولة تصوير عملية الدفن، وملاحقة كبار النجوم الذين حضروا الجنازة وتصويرهم على غير رغبتهم.

كانت البداية عند وصول السيارة التى تحمل جثمان الفنانة دلال عبد العزيز،  حيث قام أحد المصورين، بمحاصرة السيارة وتصويرها عن قرب من جميع الاتجاهات فى محاولة منه لالتقاط مشاهد لبنات الفنانة الراحل إيمي ودينا سمير غانم، أثناء تواجدهما بالسيارة مع جثمان والدتهما. لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

وفقا لمقطع فيديو نشره موقع “أخبار اليوم”، تجمع عدد من المصورين حول سيارات عدد من الفنانين ومن بينهم الفنانة إلهام شاهين والفنان أحمد الشقنقيري، لتسجيل لحظة وصولهم، ما أدي إلى إعاقة حركة هذه السيارات ومنعها من التحرك نحو ساحة مسجد المشير طنطاوي، فى المقابل تجاهلت إلهام شاهين والشقنقيري، الكاميرات، والتزموا الصمت.لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

وفى مقطع فيديو آخر، حاصرت كاميرات المصورين الفنانة دينا الشربيني، لدى وصولها، ما دفعها إلى إخفاء وجهها والهروب من الكاميرات التى كانت تلاحقها بالجرى نحو ساحة المسجد، رافضة الإدلاء بأي تصريحات صحفية.لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

الأمر ذاته تكرر من الفنان شريف منير، لدى وصوله، حيث رفض الوقوف والإدلاء بأي تصريحات، قائلا:”عاوز ألحق الصلاة”.لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

ورصد مقطع فيديو نشره موقع”اليوم السابع”، تزاحم عدد من المصورين حول جثمان الفنانة الراحلة فور خروجه من المسجد، لتصوير النعش عن قرب، وقد حاول الفنان أحمد السقا إبعاد بعض المصورين عن النعش، لفتح ممر حتى يتثنى لهم نقل الجثمان إلى سيارة الموتى، تمهيدًا لنقله إلى المقابر. لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

 

وأثناء أداء صلاتي الظهر و الجنازة، وقفت مراسلة اليوم السابع أمام، عدد من الفنانات، وقامت بتصويرهن عن قرب أثناء الركوع والسجود، وركزت المصورة كاميرتها على سيدة كانت تصلى بشكل خاطئ وتخالف الإمام فى الركوع والسجود.لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

ولعل أبشع أنواع الانتهاكات التى وقعت خلال جنازة الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، تمثلت فى محاولة أحد الحاضرين تصوير جثمان الراحلة أثناء دخوله القبر، وبدوره انفعل الإعلامي رامي رضوان زوج الفنانة دنيا سمير غانم  من هذا التصرف، وأمسك بهاتف الشخص وألقى به على الأرض، معبرا عن استيائه من تصرفات بعض الحضور بمقابر الوفاء والأمل قائلا: “مش كدة حرام عليكم”، لمشاهد الفيديو اضغط هنــــــا.

وفى مقطع آخر تجمع عشرات المصورين أمام قبر الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز، وحاول البعض الدخول إلى القبر، إلا أن العائلة منعتهم وأغلقت البوابة الحديدية إلى انتهت من مراسم الدفن، وبعد انتهاء عملية الدفن لاحقت كاميرات المصورين، إيمي ودنيا وحسن الرداد داخل سيارتهم الخاصة. لمشاهدة الفيديو اضغط هنــــــــــــــا

 
وتفاجئ الفنان أحمد زاهر، بمراسل موقع “بصراحة”، يعترض طريقه ويصوره هو بناته خلال تواجدهما أمام بالمقابر، فما كان من زاهر إلا أن أمسك الكاميرا وأبعدها عنه لعدم رغبته فى تصوير بناته. لمشاهد الفيديو شاهد اضغط هنــــــــــــا

 

عادة ما تحظى مراسم تشييع جنازات المشاهير من رجال ونساء الفن والأدب والسياسة والإعلام والرياضة باهتمام إعلامي كبير، حيث تتسابق كاميرات القنوات التليفزيونية والمواقع الإخبارية على تغطية الحدث وتوثيقه، بداية من نقل الجثمان من المستشفى إلى المسجد أو الكنيسة، مرورًا بأداء صلاة الجنازة عليه، انتهاءً بنقله إلى مثواه الأخير فى مقابر عائلة المتوفي، وخلال تغطية هذه الأحداث يرتكب بعض المصورين والمراسلين بعض المخالفات والتجاوزات المهنية.

وقد يرجع السبب فى تكرار مثل هذه المخالفات المهنية، إلى تحول جنازات المشاهير خلال السنوات الماضية، إلى بنزنس خاص لدي البعض، يقوم رأس ماله على تصوير الحدث ثم وضع محتوى الفيديوهات على اليوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، للحصول على ملايين المشاهدات والإعجابات والتي تتحول إلى دولارات، لذا عادة ما تشهد هذه المناسبات بعض التجاوزات التى تتسبب فى خلافات ومشادات ومشاحنات بين عائلة المتوفي ومحبيه وبين مراسلي القنوات أو مصوري المواقع الإخبارية المكلفين بتغطية الحدث.

ففى جنازة الفنان الراحل نور الشريف عام 2015، تسبب تدافع المصورين على الفنان عادل إمام فى كسر نظارته، فما كان من الزعيم إلا أن نهر وطرد صحفي طلب التقاط صورة معه في الجنازة، وفى الجنازة ذاتها انفعل عزت العلايلي على أحد مراسلي القنوات الفضائية، حيث حاول المراسل التسجيل معه بشكلٍ مفاجئٍ دون استئذان فصاح العلايلي في وجهه: “ابعد عني” ليجلس بعدها بجوار محمود ياسين وعادل إمام.

وفى العام ذاته وقعت مشادات في جنازة الفنانة الراحلة فاتن حمامة، ما أدى إلى هدم سور المسجد الذي تمت الصلاة على جثمانها فيه، كما نشب شجار بين الفنان فاروق الفيشاوي، والمصورين الصحفيين، أثناء دفن سيدة الشاشة العربية، لرغبته في إخلاء المكان لحظة دفن الراحلة من كاميرات الإعلام.لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

وفى عام 2016، كاد النعش الذى يحمل جثمان الفنان الراحل ممدوح عبد العليم أن يسقط على الأرض نتيجة تزاحم المصورين والمواطنين أمام المسجد بعد الانتهاء من صلاة الجنازة، وقد شهد هذا اليوم شجارًا بالأيدي بين اثنين من الحضور وتهديد كل منهما الآخرَ أمام الجميع.

وفى عام 2016، سجل مقطع فيديو لحظة انفعال الفنان هشام سليم على المصورين أثناء عزاء شقيقه الكابتن طارق سليم، حيث رفض سليم دخول الصحفيين إلى المسجد، وطالبهم الابتعاد للسماح بالدخول والخروج بسلاسة، قائلا :”عيب.. خلوا عندكم شوية رحمة”، وكاد الأمر حينها يتطور إلى اشتباك بالأيدي مع الإعلاميين.لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

وفى عام 2018 وقع شجار بين بين أمن المسجد والمصورين، أثناء جنازة الفنان جميل راتب، بسبب رفض الأمن دخول المصورين لتغطية مراسم الجنازة.

وفى عام 2019، انفعل أحمد الفيشاوي، على المصورين خلال تشييع جثمان والده بسبب تكدُّس المشيعين أمام المسجد، الأمر الذى تسبب في صعوبة دخول النعش إلى المسجد لأداء صلاة الجِنازة، وحاول الفيشاوي الابن إفساح الطريق حتى لا يسقط الجثمان أثناء دخوله المسجدَ.

وفى نوفمبر 2019 انفعلت الفنانة دينا الشربيني على الصحفيين والمصورين في جنازة الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، أثناء دخولها إلى المسجد وصاحت قائلة : “انتو بتصوروا إيه”، قبل أن تواصل طريقها لداخل المسجد.لمشاهدة الفيديو اضغط هنـــــــــــــا.

وفى عام 2020، انفعلت الفنانة وفاء عامر على المصورين الذين تكدسوا في مكان تشييع جثمان الفنان الراحل محمود ياسين، وحاولت أن تمنعهم من التصوير قائلةً: “هو مش فرح.. خلاص صورتوا.. فيه إيه؟!”.

وقد شهدت جنازة مصفف الشعر محمد الصغير، والد زوجة أحمد السقا، شجارًا بالأيدي بين مدير أعمال السقا وأحد المصورين، حيث طالب المصورين بعدم تصوير مراسم الجِنازة، واحترام خصوصية أهل المتوفي، لكن أحد مراسلي القنوات الفضائية استمر في التصوير، فتعدى عليه مساعد السقا بالضرب، ووصل الأمر إلى إصابته في الأنف،

من جانبه تدخل السقا، لاحتواء الأزمة، وقدم اعتذارًا عما حدث قائلًا للمصور: «حقك عليا أنا آسف»، مؤكدًا أن ما حدث غير مقصود، ولكنه كان يحاول إبعاد البعض حتى يتسنى للأسرة أن تودع فقيدها.

ونتيجة لتكرار هذه التجاوزات، دشن عدد من الصحفيين والمصورين الصحفيين المصريين، خلال الشهور الماضية هاشتاج “صحفي ضد تصوير جنازات المشاهير” أظهروا فيه استيائهم وغضبهم الشديد تجاه ما يفعله بعض المصورين في جنازات الفنانين وغيرهم من المشاهير، معبرين عن استهجانهم اقتحام خصوصيات أهل المتوفى والتعدي على حرمة الموتى، موضحين فى الوقت ذاته أن هذه الجنازات تمثل لحظات خاصة جدا و لا يجب اقتحامها بهذا الشكل السافر لمجرد الفوز بصورة أو فيديو دون مراعاة لأبسط قواعد الإنسانية.

ويرى الصحفيون أصحاب هذا الاتجاه، أن تصوير جنازات المشاهير، ليس به أي نوع من الصحافة أو الإعلام بل هو انتهاكا لحرمة المتوفين، مشددين على ضرورة وضع قواعد وضوابط لتصوير الجنازات والعزاءات للحد من التدخل في الشؤون الداخلية والتعدي على إنسانية ومشاعر المتوفى وذويهم.

 فى النهاية يرى المرصد المصري للصحافة والإعلام، أنه من الصعب حظر تصوير جنازات المشاهير رغم التجاوزات المهنية التى تحدث فيها، لذا يدعو الجهات المعنية بتنظيم الإعلام فى مصر إلى ضرورة وضع ضوابط ومعايير خاصة تتناسب مع المناسبة، تمكن المصور من القيام بعمله، دون التعدي على إنسانية ومشاعر المتوفى وذويهم، وذلك من خلال التصوير من مسافات بعيدة دون اقتحام خصوصيات أهل المتوفى أو التعدي على حرمة الميت.

كذلك يجب أن يعلم المصور، أن هناك أماكن وطقوس يحظر عليه الدخول إليها أو التصوير بها منها التصوير أثناء دفن الميت، أو تصويره أثناء وجوده داخل النعش لأن ذلك يمثل تعديا على حرمة الميت وإيذاء مشاعر أهله.