وقعت عدد من المواقع الإخبارية فى أخطاء مهنية كبيرة خلال تغطيتها لواقعة انتحار فتاة فى مول “سيتي ستارز”، مدينة نصر بالقاهرة.

وتلخصت هذه المخالفات والأخطاء المهنية فى نشر لحظة الانتحار، دون إخفاء وجه الفتاة، وتبرير الأسباب التى دفعت الفتاة للإقدام على هذا الفعل، واستباق الأحداث والتحقيقات بنشر تصريحات تشير إلى تحميل الأسرة مسئول انتحار ابنتهم، إلى جانب نشر بعض المعلومات التى تكشف هويتها.

وكان مول سيتي ستارز نصر بالقاهرة، قد شهد في الساعات الأولي من صباح اليوم الخميس حادثا بشعا، حيث فوجئ رواد مول سيتي ستارز بصوت سقوط فتاة من الأدوار العليا ولفظت أنفاسها الأخيرة في الحال، وتجمع عشرات المواطنين داخل المول حول جثة الفتاة، وتم إبعادهم بمعرفة الأمن الإداري في المكان، انتقلت الأجهزة الأمنية إلي مكان الحادث، وبالفحص تبين وفاة فتاة في العقد الثالث من عمرها، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات لكشف غموض الحادث.

من جانبه نشر موقع “المصري اليوم”، مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، من داخل مول سيتي ستارز بمدينة نصر، يظهر فيه جثة الفتاة وهى على الأرض، ومحاولة بعض المواطنين في إسعافها، وتقديم الإسعافات الأولية لها.

فيما نشر موقع “الوطن” ومواقع أخرى، مقطع فيديو تمّ تسجيله من كاميرات مراقبة المول، يوثق لحظة سقوط الفتاة من الدور السادس.

وعرض موقع “الوطن” وصفا وصفا دقيقا للحظة الانتحار، وأوضح الموقع فى تقرير له، أنَّ الفتاة التي ظهرت مرتدية بنطلون «جينز وتيشيرت» رصاصي اللون، كانت تتجول في أحد الكافيهات المطلة على سور الطابق السادس، لمدة ثوانٍ، ثم اتجهت ناحية السور، وراقبت محيط الكافيه وتأكّدت من عدم وجود أي أشخاص حولها، ثم تسلقت السور وألقت بنفسها، كما يظهر في الفيديو أيضًا شخص يحاول إنقاذها لكنها ألقت بنفسها فورًا.

ونقل الموقع عن مصدر بإدارة المول قوله، بأنَّ الفتاة تدرس في كلية الطب وتبلغ من العمر 24 عامًا، وقد تكون تعرضت لضغط عصبي أدى لإقدامها على هذه الخطوة.

أما موقع “البوابة نيوز”، فقد نقل تصريحات على لسان صديقة الفتاة المنتحرة تبرر أسباب إقدامها على الانتحار، وأوضحت الفتاة أن صديقتها المتوفاة تعانى من حالة نفسية واكتئاب شديد لشعورها الاضطهاد وسوء المعاملة من قبل أسرتها، وذكر أن صديقتها أخبرتها اليوم برغبتها فى الانتحار، فنصحتها بعدم فعل ذلك ولكن عندما غادرت علمت بانتحارها، ونشر موقع ” صدى البلد”، صور توثق لحظة قفز الفتاة من الطابق السادس داخل المول.

فى النهاية يعلن المرصد المصري للصحافة والإعلام عن رفضه القاطع، نشر صور وفيديوهات الشخص المتوفي أي كانت الطريقة التى مات بها، ويعيب المرصد على المواقع الإخبارية المصرية، استخدام الصور أو مقاطع الفيديو و روابط مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمشهد الانتحار، وذلك لأن تكرار نشر تلك الصور والفيديوهات يزيد من نسب الانتحار.

ويرى المرصد أنه كان على وسائل الإعلام المصرية، مراعاة أن لهذه الفتاة التى قرر إنهاء حياتها أسرة بحالة سيئة، كما كان على الصحفي أن يراجع نفسه في نشر التصريحات المنسوبة لصديقة الفتاة، وأن يلجأ إلى متخصص لمعرفة رأيه المهني بدلًا من نشر تصريحات مغلوطة، تسيء بشكل كبير إلى أسرة الفتاة المنتحرة.

ويناشد المرصد كافة وسائل الإعلام، بعدم استخدام العناوين الصحفية المثيرة والرنانة، وتناول قضية الانتحار دومًا باعتبارها فعلًا سيئًا فعله الشخص وليس باعتباره نهايةً للألم أو حلًّا سحريًّا للخروج من المآزق، كما يجب تجنَّب استخدام أي إشارة صريحة إلى طريقة الانتحار أو مكانه، عند صياغة الموضوعات الصحفية.