نشرت قناة “العربية”، أمس الأربعاء 26 مايو 2021، خبرًا عاجلًا، حول وقوع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيشين السوداني والإثيوبي، بمنطقة باسندة الحدودية.

ونقلت عدد من وسائل الإعلام عن العربية هذا الخبر قبل التأكد من صحته، ومن بين هذه الوسائل؛ موقع “روسيا اليوم، وبوابة الأهرام، ومصراوي، واليوم السابع والبوابة نيوز”.

وتبين فيما بعد عدم صحة هذا الخبر على الإطلاق، حيث نفت وكالة الأنباء السودانية ما تم تداوله فى هذا الشأن، وقالت فى بيان لها أمس “انتشرت في بعض الوسائل الإعلامية أخبار تفيد باشتباكات عسكرية بمنطقة باسندة بالحدود الشرقية”

وأشارت الوكالة السودانية إلى أن القوات المسلحة، أكدت هدوء الأحوال وعدم حدوث أي اشتباكات، وقال تعميم صحفي إن القوات المسلحة المنتشرة داخل الحدود السودانية تؤدي عملها بصورة طبيعية دون التعرض لأي أعمال عدائية.

فى السياق ذاته كانت جريدة الشروق هى الوسيلة الإعلامية المصرية الوحيدة، التى حرصت على التأكد من صحة خبر الاشتباكات قبل نشره، ونقلت عن مصدر عسكري سوداني رفيع المستوى نفيه صحة تلك الأنباء، وتأكيده أن الوضع مستقر بالمنطقة الحدودية.

بدوره حذر الدكتور إسلام عبد الرؤوف أستاذ الإعلام المساعد، ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة الأزهر، وسائل الإعلام من خطورة عدم التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها، مبينًا أنه فى الوقت الطبيعي يكون تحرى وسائل الإعلام للدقة والمصداقية والتأكد من صحة الأخبار أمر فى غاية الأهمية لتجنب انتشار الشائعات فى المجتمع.

وأضاف عبد الرؤوف فى تصريح خاص للمرصد المصري للصحافة الإعلام، أن خطورة المعلومات والاهتمام بتحري موثوقيتها يزيد فى وقت الأزمات، كالمعلومات الخاصة بجائحة كورونا مثلا، أو المعلومات الخاصة بعلاقات الدول بعضها البعض، أو تلك المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية الكبرى.

وأوضح أستاذ الإعلام المساعد، أن تناقل أخبار غير دقيقة يؤدي إلى زعزعة ثقة الجمهور فى الوسيلة الإعلامية التى تنقل معلومات غير دقيقة، مؤكدا فى الوقت ذاته أن أهم ما تملكه أي وسيلة إعلامية هو ثقة جمهورها بها، وهو من المفترض أن تسعى إليه كل الوسائل الإعلامية ذات السمعة الطيبة، مشيرًا إلى أنه أصبح من السهل كشف التزييف فى المعلومات والتضليل فى الأخبار فى الفضاء الرقمي وشيوع استخدام المنصات الرقمية.

جدير بالذكر أن الأنباء المتداولة عن الإشتباكات بين الجيشين السوداني والإثيوبي، جاءت بالتزامن مع انطلاق المشروع التدريبي حماة النيل بين السودان ومصر بمشاركة عناصر من القوات البرية والجوية والدفاع الجوي من الجيشين أمس الأربعاء، ومن المقرر أن يستمر التدريب حتى يوم 31 مايو الجاري.

وقال الجيش السوداني، فى بيان سابق له، إن السيناريو المعد للتدريب، لإدارة معركة افتراضية متكامل ويبرز دور القوات المشاركة في مدى السرعة الدقة للتعامل مع الأهداف.
فى المقابل اكتفى المتحدث باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي، في بيان له يوم السبت الماضى، بالإعلان عن وصول قوات برية وبحرية وجوية مصرية إلى السودان (لم يحدد عددها).