في اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، يطلق المرصد المصري للصحافة والإعلام،  خريطة الانتهاكات الإعلامية بعنوان:

 “قتل وانتهاك.. وإفلات من العقاب”.. يمكنك الاطلاع على الخريطة من هنا

بمناسبة اليوم الدولي للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين والمقرر له يوم 2 نوفمبر من كل عام، وإيمانًا بأهمية الدفاع عن حقوق الصحفيين والإعلاميين، وضرورة خلق بيئة أكثر ملائمة للعمل الصحفي والإعلامي، يعلن “المرصد المصري للصحافة والإعلام” إطلاق خريطة الانتهاكات الإعلامية بعنوان “قتل وانتهاك.. وإفلات من العقاب”، وذلك بهدف: 

  •  تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، ومد الرأي العام والمجتمع بالبيانات اللازمة من أجل الضغط على المؤسسات المعنية للقضاء على هذه الانتهاكات ومحاسبة الجناة.

يذكر أن مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام، في الفترة من 1 نوفمبر 2017 وحتى 30 سبتمبر 2019، قامت برصد وتوثيق عدد (398) انتهاك بحق الصحفيين والإعلاميين، ولم تقم السلطات المعنية بمحاسبة الجناة القائمين بتلك الانتهاكات، وهو مايساهم في تشجيع الجناة على ارتكاب مزيد من الانتهاكات. 

  • التذكير بالضحايا القتلى من الصحفيين، وإحياء ذكراهم، وتعريف المجتمع بدورهم وتضحياتهم التي بذلوها في سبيل نقل الحقيقة إلى المجتمع. 

وجدير بالذكر أن 10 صحفيين لقوا مصرعهم خلال أربعة أعوام في الفترة من (2011 – 2014)، ولم يتم تقديم الجناة إلى المحاكمة، عدا حالة واحدة، وهو ما يعزز سياسة الإفلات من العقاب التي تبث الثقة في نفوس الجناة لارتكاب المزيد من حالات القتل بسبب ضمان عدم تقديمهم أو تعرضهم للمحاكمة. 

وطبقًا لأحد أهداف مؤسسة “المرصد المصري للصحافة والإعلام” المعني بمكافحة سياسة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، قامت في مثل هذا اليوم من عام 2018، بإصدار تقرير بعنوان “اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين: مجهودات دولية وأوضاع محلية” بهدف تقييم المساعي الدولية والمحلية المبذولة للتصدي للتحديات الأمنية التي يواجهها الصحفيون أثناء إعداد تقارير التقصي وأعمال النشر التي يقومون بها، والإفلات من العقاب على الاعتداءات والجرائم التي ما زالوا يتعرضون لها في كثير من الأحيان.

وانقسم التقرير إلى قسمين رئيسين سعى أحدهما إلى التعرف على المجهودات الدولية في مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، وسعى الآخر إلى التعرف على الوضع الدستوري والقانوني لحرية الصحافة والإعلام في المجتمع المصري، ثم واقع حرية الصحافة والإعلام في المجتمع من خلال رصد الانتهاكات التي وقعت بحق الصحفيين والإعلاميين في الأعوام الثلاثة السابقة. وتوصل التقرير إلى مجموعة من النتائج هي:

  • على الرغم من الجهود الدولية حول العالم – لا تزال حرية الصحافة في العالم في مهب الريح، ولا يزال الصحفيون يتعرضون –في بلاد متزايدة- إلى أنواع شتى من الانتهاكات.
  • تبقى الدول العربية هي أعلى منطقة بين مناطق العالم في نسبة حالات القتل التي وقعت ضد الصحفيين، إذ تشير البيانات إلى أنه قتل حوالي ألف و10 صحافي حول العالم في الفترة (2006- 2017) وقع منها ما يقارب 340 حالة قتل في المنطقة العربية وحدها.
  • لا يزال الوضع القانوني في المجتمع المصري يحتاج إلى بعض التعديلات؛ فعلى الرغم من أن القانون قد كفل حرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام في بعض المواد، إلا أن به مواد ونصوص أخرى تفرغ تلك الحريات من مضمونها الحقيقي.
  • ما زالت مصر تصنف ضمن أسوأ البلاد المنتهكة لحرية الصحافة والإعلام في العالم. وعلى الرغم من أن الانتهاكات الواقعة في الأعوام الثلاثة الأخيرة (2016 – 2018) تشير إلى انخفاض مستمر لتلك الانتهاكات؛ وعلى الرغم من أن حالات القتل للصحفيين أو الإعلاميين سجلت صفرًا في السنوات الثلاث المذكورة، فإن حرية الصحافة والإعلام ما زالت منقوصة في المجتمع، وما زال الصحفيون والإعلاميون يتعرضون لانتهاكات عدة تتمثل في المنع من التغطية، وتكسير المعدات، والحجز ..إلخ. 

وفي نفس السياق؛ واستمرارًا لعمل المرصد على الهدف المشار إليه سابقاً، يقوم اليوم في هذه المناسبة العالمية بإطلاق خريطة الانتهاكات الإعلامية، التي يمكنكم الإطلاع عليها من خلال الرابط ………….

 

شرح الخريطة. 

تغطي الخريطة محورين أساسيين كالآتي: 

1- عدد الانتهاكات. 

قامت مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام برصد وتوثيق عدد (398) انتهاك بحق الصحفيين والإعلاميين، على نطاق 19 محافظة داخل جمهورية مصر العربية، في الفترة الزمنية من بداية نوفمبر 2019، حتى نهاية شهر سبتمبر من نفس العام، ومن ثم تنقسم الخريطة إلى 4  مستويات كمية، كالآتي:  

المستوى اللون عدد الانتهاكات المحافظات التي تقع في هذا المستوى المصدر
الأول الأخضر لم يتثنى للمرصد رصد أي انتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين بالمحافظة أسيوط/ البحيرة/ بني سويف/ جنوب سيناء/ دمياط/ السويس/ مرسى مطروح/ الوادي الجديد ملفات ووثائق وحدة الرصد والتوثيق بمؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام
الثاني الأصفر من 1 إلى 9 انتهاكات بورسعيد/ الاسكندرية/ المنوفية/ القليوبية/ الدقهلية / قنا /الفيوم/ الشرقية/ أسوانالغربية/ الأقصر/ الإسماعيلية/ البحر الأحمر/ شمال سيناء/ المنيا/ سوهاج/ كفر الشيخ
الثالث البرتقالي 67 انتهاك الجيزة
الرابع أحمر  276 انتهاك القاهرة

 

2- عدد حالات الضحايا القتلى من الصحفيين/ الإعلاميين. 

قامت مؤسسة المرصد المصري للصحافة والإعلام بحصر الضحايا عن طريق الاعتماد على ما تم نشره بالصحف والجرائد الرسمية، وما تم توثيقة من جانب منظمات المجتمع المدني التي تعمل على حرية الصحافة والإعلام من حالات قتل للصحفيين والإعلاميين داخل الأراضي المصرية، ثم قامت المؤسسة بالتأكد من صحة تلك البيانات والمعلومات، وتنقيحها طبقاً للمعايير التي تتبناها المؤسسة. 

ومن ثم تم وضع عدد (10) علامات مميزة داخل الخريطة تشير إلى عدد الضحايا من الصحفيين، كالآتي: 

ميادة أشرف

كانت تحلم بنقل صوت الناس من خلال عملها الصحفي الذي كان سبيلها لتحقيق هدفها إلا أن طلق في الرأس حال بينهما إذ باغتت الصحفية الشابة، ميادة أشرف، الاثنين 28 مارس عام 2014 رصاصة أثناء قيامها بتغطية صحفية تم تكليفها بها من قِبل جريدة الدستور التي عملت بها، لتصبح التغطية الأخيرة في مسيرتها المهنية، حيث أوضح تقرير الطب الشرعي أن الطلقة استقرت خلف صوان الأذن بالضبط، لتخرج من يمين الوجه، ما أدى إلى تهتك في المخ وكسر في الجمجمة، فتوفيت على إثرها، قبل أن تبلغ الثالثة والعشرين من العمر.

تلقى أشرف رشاد يوسف، والد ضحية الصحافة خبر مقتل ابنته ميادة، يوم الاثنين الموافق 28 مارس 2014 في تمام الخامسة عصرًا من خلال اتصال تليفوني عن طريق أحد زملائها، فتوجه إلى عزبة النخل، واستلم جثمان ابنته من مستشفى هيليوبليس، وأفاد والدها خلال حديثه مع الإعلامي محمود سعد، مقدم برنامج آخر النهار، أن الشخص الذي حمل جثمان ابنته باغتته طلقة أيضًا. 

الحسيني أبو ضيف

خرج “أبو ضيف” ليؤدي عمله يوم الأربعاء الموافق 5 ديسمبر 2012، لتغطية مظاهرات القوى الثورية المعارضة للإخوان، أمام قصر الاتحادية، لكن باغتته طلقة في الجمجمة أدت إلى تهتك في الرأس، نُقل “الحسيني” على إثرها من موقع الحدث إلى مستشفى منشية البكرى، التي رفضت استقباله، كما فعل عين شمس التخصصي، واستقر به المقام في مستشفى الزهراء الجامعي، ووضع على أجهزة التنفس الصناعي كى تساعد رئتيه على نقل الهواء دخولًا وخروجًا، إلا أنه بقى في غيبوبة لمدة أسبوع كامل، لتوافيه المنية في 12 ديسمبر 2012 متأثرًا بإصابته بنزيف دموي غزير، وشُيِّع جثمانه من مقر نقابة الصحفيين إلى موطنه بطما في سوهاج، وسط الحشود.

أحمد محمود

كان يلتقط “أحمد” الصور -وفقًا لروايات الأشخاص الذين تواجدوا في المكان- طلب منه ضابط شرطة برتبة نقيب أن يتوقف عن التصوير. وخلال لحظات، باغتته رصاصة هذا الضابط، لتستقر في رأسه. ووسط هذه الأحداث، كان أحد الموظفين العاملين معه في الدار، قد ذهب لشراء بعض الاحتياجات، وفي طريقه شاهد ما حدث، فصعد إلى المكتب مسرعًا، ليجد الصحفي أحمد محمود، على الأرض، تسيل الدماء من رأسه، فأخذه إلى المستشفى، ليبقى في الغيبوبة لمدة خمسة أيام”.

لقد أحدثت الرصاصة نزيفًا في المخ لم يستطع الأطباء إيقافه، ليفارق الحياة بعدها في الثالث من فبراير 2011، عن عمر ناهز الـ39 عامًا، تاركًا خلفه زوجته وابنته نورهان ذو الـ 10 أعوام.وتابعت زوجته أنه خرجت جنازة مهيبة لجثمانه من مشرحة زينهم في الثالث من فبراير 2011، مؤكدة أن أسرته رفضت تشريح جثته لاعتبار أن الواقعة كانت واضحة.

وفي السابع من فبراير من نفس العام، قرر زملاؤه الخروج بجنازة رمزية كنوع من التضامن مع زميلهم وتكريمًا له من أمام مقر نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير، رافعين صورة زميلهم، الذي كان أول ضحايا الصحافة.

مصعب الشامي

6 سنوات مرت على مقتل “الشامي”، في عملية فض اعتصام رابعة، يوم 14 أغسطس 2013. مازالت إيمان جمعه، والدته، تذكر تفاصيل يوم وفاته. تتذكر أنها في هذه الليلة كانت على تواصل معه، وبينما كانا يتحدثان بعد صلاة الفجر، انقطع الاتصال بينهما فجأة، فإذا بها تسأله عما حدث له، فلم يرد، وفي ذات الوقت كانت تتابع المشاهد على شاشة التلفاز، لترى عدد القتلى والجرحى، وظل الوضع هكذا حتى قبيل المغرب، عندما جاءها اتصالًا من هاتف “مصعب”، ليفاجئها صوتٌ غريب، يعلمها أنه عثر على هذا الهاتف.

بدأ القلق يساور عائلته، فطلبت الأم من ابنها محمد أن يبحث عن أخيه وبالفعل سأل عنه فكان الجواب في البداية، “لا نعرف عنه شيئًا”، ثم جاءهم اتصالًا من هاتفه بأنه وجد هذا الهاتف على الأرض، فشعرت الأم أنهم يمهدون لها خبرًا، ثم أتتهم توقعات بأنه مفقود أو فُجّرمع سيارة البث، أو مصاب بحروق في المستشفى الميداني، وبعد ذلك جاء الخبر اليقين، أن مصعب الشامي، قُتل خلال أدائه لعمله، ولطخت كاميرته بدمه.

أصيب “مصعب الشامي”، بثلاث طلقات نارية، اخترقت جسده، إحداها في جانبه الأيسر بقلبه، والأخرى أسفل صدره في الرئة اليمنى، والثالثة نسفت ذراعه إلى نصفين.

ويروي والده مصطفى الشامي، أنه تلقى خبر وفاة ابنه في تمام الثامنة والنصف مساء الأربعاء يوم الفض، ووجد جثمانه في مسجد الإيمان، لافتًا أن المشكلة الكبيرة كانت تتمثل في نقل ابنه من القاهرة إلى الإسكندرية، مضيفًا أنه أخذ ابنه لدفنه دون تصريح دفن.

تامر عبد الرؤوف

كان مدير مكتب الأهرام بالبحيرة، تامر عبدالرؤوف، في طريقه إلى منزله، في 19 أغسطس 2013،  بعد اجتماع لأول لقاء تعارف بين اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة (الجديد آنذاك)، وعدد من الصحفيين في مجمع دمنهور الثقافي، لم تتجاوز الساعة الثامنة والنصف مساءً، لكن حظر التجوال الذي فُرض بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، بدأ لتوه في السريان، كان عبدالرؤوف، وصديقه الصحفي حامد البربري، رئيس رابطة الصحفيين في المحافظة، وثلاثة صحفيين آخرين، آخر المنصرفين من اجتماع المحافظ الذي أخبرهم أن حظر التجوال مرفوع عنهم، نظرًا لأنهم في مهمة رسمية كصحفيين.

قام “عبدالرؤوف” بإيصال أصدقائه الثلاثة خالد التونسي، أمال السيوي، محمد عبدالعزيز، إلى منازلهم وتبقى معه صديقه “البربري” وكان في طريقه لإيصاله لمجمع مواقف السيارات بدمنهور ، وعند مرورهم بالمجمع كان هناك كمينًا للقوات المسلحة، وعندما اقتربت السيارة من الكمين، أمرهم فرد من المسؤولين بالكمين، بالانصراف فورًا، والعودة من حيث أتوا، وبدون نقاش.

بدأ عبدالرؤوف، بالاستدارة بسيارته، والعودة من حيث جاءوا، إلا أن رصاصة  خرجت مسرعة من فوهة سلاح أحد الجنود أصابته، واستقرت برأسه من الخلف، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، بحسب رواية “البربري”، الذي يعد الشاهد الوحيد على الواقعة في تقرير نشرته صحيفة المصري اليوم.

مايك دين

أعلنت قناة “سكاي نيوز الإخبارية البريطانية”، الأربعاء 14 أغسطس 2013، عن مصرع مراسلها “مايك دين” الذي عمل لديها لمدة 15 عامًا، متنقلًا بين مكتبي واشنطن والقدس، إذ لقي حتفه إثر إصابته بطلق ناري في القلب أثناء تغطيته لأحداث فض اعتصامي مؤيدي جماعة الإخوان، والرئيس الأسبق محمد مرسي، في رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة، ويعد “دين”، أول صحفي أجنبي يُقتل أثناء تغطية صحفية في مصر منذ بداية تسجيل لجنة حماية الصحفيين لمثل هذه الحوادث في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

كان مايك دين، مصور القناة البريطانية، أحد عناصر فريق عمل على تغطية الأحداث التي اندلعت في القاهرة، خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة، وكان برفقة زميله سام كيلي المراسل في القناة لتوثيق الأحداث في القاهرة، وعقب وفاته تم ترحيله جثمانه على الطائرة الروسية المتجهة إلى زيورخ عبر مطار القاهرة الدولي، مساء الأحد الموافق 18 أغسطس 2018.

عقب مقتل “دين”، توالت ردود الفعل الدولية، إذ عبر وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني عن أسفه لمقتل دين، وأبدى تعاطفه مع عائلته وزملائه بعد هذه “الحادثة المأساوية”، وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قد أشاد بالمصور الصحفي مايك دين عبر حسابه على تويتر قائلًا: “أنا حزين لسماع موت المصور مايك دين. خالص عزائي لعائلته وفريق عمل سكاي نيوز”.

صلاح الدين حسن

في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، 29 يونيه 2013، خرج مدير مستشفى الأميري بمدينة بورسعيد، ليعلن أن الصحفي صلاح الدين حسن صلاح الدين، مراسل جريدة “شعب مصر”، ذو الـ37 عامًا، قُتل إثر انفجار عبوة ناسفة في ميدان الشهداء “المسلة”، إذ كان متواجدًا لتغطية التظاهرات التي خرجت يوم الجمعة 28 يونيه للعام نفسه، ضد الرئيس الراحل محمد مرسي.

تابع صلاح الدين حسن، دعوات تنظيم تظاهرات في ميدان الشهداء ببورسعيد، للإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، يوم الجمعة 28 يونيو 2013، إذ كان من الحاضرين لممارسة عمله كمراسل لصحيفته المحلية، وأثناء تغطيته لفاعليات التظاهرات، ووسط ضجيج الهتافات، فُوجئ بعبوة ناسفة بجانبه، فأخذها ليبعدها عن المتظاهرين، حتى يأتي الجيش، لكنها انفجرت في وجهه، فاصلة رأسه عن جسده.

رحل صلاح الذي تربى يتيمًا لوفاة والده وهو في السابعة من عمره، تاركًا خلفه طفلان، أكبرهماعمر أربعة أعوام، ومحمد ثلاث سنوات، ورشا فهمي، زوجته التي لم تتوقع أن يموت زوجها بهذه الطريقة البشعة -على حد وصفها-، وبسبب بشاعة طريقة موته، لم تتحمل أن ترى أشلاء زوجها، إذ بُذل مجهودٌ شاقٌ حتى تم تغسيله، وشُيع جثمانه في مسيرة حاشدة من أمام مسجد مريم بحي المناخ ببورسعيد ثم دفنه بدون رأسه.

أحمد عاصم

في السابع من يوليو 2013، كان المصور الصحفي بجريدة الحرية والعدالة، أحمد سمير عاصم، منهمكًا في تغطية الأحداث بميدان رابعة العدوية، قبل أن يصل إليه خبر يفيد بوجود اشتباكات بين قوات الأمن والشرطة العسكرية، والمتظاهرين بمحيط نادي الحرس الجمهوري، القريب من ميدان رابعة العدوية؛ حيث مقر اعتصام جماعة الإخوان، احتجاجًا على الإطاحة بالرئيس الراحل، محمد مرسي.

ومع بداية يوم الاثنين الثامن من يوليو 2013، كانت الشمس لم تشرق بعد، عندما توجه  أحمد عاصم، بكاميرته، إلى مكان الاشتباكات، وبينما كان منهمكًا في تصوير قناصة تتعمد استهداف المتظاهرين، أعلى أحد المباني المجاورة، لنادي الحرس الجمهوري، فُوجئ برصاصة ترديه قتيلًا فجر هذا اليوم.

أحمد عبد الجواد

في التاسعة من صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب 2013، كان أحمد عبدالجواد، ينغمس وسط المئات من المتظاهرين في شارع رمسيس، وأمام مسجد الفتح،  والذين كانوا غاضبين من فض اعتصامي رابعة والنهضة، في فجر نفس اليوم، يمارس عمله، بنقل ما يحدث إلى جريدة أخبار اليوم التي يعمل بها.

مع اشتداد الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، والذين تحصن بعضهم بمسجد رمسيس، وسقط البعض الآخر بين مصاب وقتيل، كانت زوجة الصحفي أحمد عبدالجواد، تتابع ما يحدث عبر شاشات التلفاز، عن كثب، تحتضن ابنتها البالغة من العمر 3 أعوام، وتتضرع بالدعاء أن يعود زوجها سالمًا.

قبل ظهر يوم 14 أغسطس/آب 2013، تلقت زوجة صحفي أخبار اليوم، مكالمة هاتفية، لتفاجأ بزوجها الذي حدثها بصوت متحشرج، يخبرها أن تأتي إليه لأنه يريد أن يراها قبل أن يموت، أخبرها أيضًا أنه في المستشفى وحيدًا ينزف دون أي رعاية طبية، ثم بعد دقائق تلقت مكالمة أخرى من المستشفى ليعلمها أحدهم أن زوجها توفي، “كان يحتاج إلى عملية لكن قلة الأطباء، وفقدان زوجها الكثير من دمائه، عجلت بوفاته، حيث ظل ينزف من الساعة 9 صباحًا وحتى 12 منتصف الليل، دون رعاية طبية”.

وائل ميخائيل

استقر جسد الشاب ذو البشرة السمراء، الذي لم يتجاوز 37 عامًا، داخل مشرحة المستشفى القبطي بغمرة، ليخرج تقرير الطبيب الشرعي، يعلن أن وائل ميخائيل خليل، قد توفي في محيط ماسبيرو، مساء يوم الأحد التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2011، نتيجة عيار ناري نافذ بالعنق وما أحدثه من تهتك بالأوعية الدموية، وكسر بالفك العلوى وما صاحب ذلك من نزيف.

كان وائل ميخائيل مصور ومراسل قناة “الطريق”، متواجدًا في ميدان عبدالمنعم رياض، بأدواته الصحفية، عندما أخبروه في إدارة القناة أن الأحداث ملتهبة، أمام ماسبيرو، وعليه أن يتوجه فورًا لإعداد تقرير مصور عن الأحداث، وعندما وصل إلى موقع الأحداث كانت الاشتباكات قد ازدادت سخونة، حاول أن يعبر وسط المتظاهرين ليلتقط صورًا عن قرب، إلا أن طلقة حالت بينه وبين الوصول لهدفه، ليسقط شهيدًا، تاركًا خلفه زوجته، وثلاثة أطفال.