للاطلاع على الورقة.. اضغط هنا

تعد هذه الورقة هي مدخل لسلسلة الدراسات التي سننشرها تباعًا حول الملكية الفكرية، وتحاول هذه الورقة التعريف بتاريخ الحديث عن الملكية الفكرية، ومفهومها وأنواعها.

مع تطور الصحافة والإعلام حول العالم وظهور الصحافة الإلكترونية تعددت ظواهر التعدي والاستيلاء على المقالات والصور الفوتوغرافية والاعتداء على حقوق الملكية الفكرية في الإبداع الصحفي بدعوى الاقتباس أحيانًا، واستغلالًا لجهل الناس بمالكها الحقيقي في أحيان أخرى.

ويعد الإبداع الفكري أحد أهم الطبائع المميزة للتطور البشري والإسهام الحضاري الثقافي والعلمي، ومع تعقد سبل انتهاك حقوق الملكية الفكرية الناتج عن التطور التكنولوجي الهائل في عصرنا، ظهرت الحاجة الماسة والملحة لإسباغ حماية قانونية على تلك الحقوق للحرص على حث أصحاب الفكر على المشاركة الدائمة بإبداعهم الذهني، و الاستفادة منه واستغلاله على النحو الأمثل؛ لذا عني القانون بتنظیم العلاقة بین المؤلف أو المبتكر، وبین الناشر والمستهلك، ووضع إطار قانوني عادل لتنظيم تلك العلاقات والتعاملات.

وعلى الرغم من وجود خلاف بين الخبراء حول ما إذا كان التطور التكنولوجي أوجد المزيد من المعتدين على الملكية الفكرية أم لا، إلا أنه لا خلاف على أن تلك التقنية قد يسرت الأمر على من تُسول له نفسه الاعتداء على إبداع الغير، وبناءً على ذلك نرى أن الملكية الفكرية وحمايتها باتت تمثل تحديًا حقيقيًا قائمًا أمام كل من يجتهد ليضع بصمته على عمل من إبداعه الشخصي، كما يطرح أسئلة شديدة التعقيد بحاجة للإجابة من المشرع ومن كافة المشتغلين بالحقل القانوني، خاصةً في ظل الثورة الرقمية والمعلوماتية التي جعلت النقل والاقتباس والسرقة عملًا سهلًا ميسرًا، وجعلت حماية الإبداع الشخصي أمرًا عسيرًا على صاحبه.