ربما لا تعرفها حين يُذكر اسمها أمامك، لكن بمجرد أن ترى وجهها تتذكر ذلك الوجه المألوف بين الجمهور، وعندما تتحدث تدرك أن صاحبة هذا الصوت الهادي هى الإعلامية سوزان حسن، التى تميزت ببساطتها طوال مشوارها الإعلامي فى التليفزيون المصري.

دخلت الإعلامية سوزان حسن، ماسبيرو عام 1975، لتعمل فى الإدارة المالية، وفى أحد الأيام قرأت إعلانًا عن اختبارات للمذيعين والمذيعات، فتقدمت له و اجتازت جميع الاختبارات، بعدها بدأت مرحلة الإعداد والتدريب لتمارس عملها كمذيعة.

ونشأت سوزان، على يد عظيمات من الإعلاميات وتعلمت منهن الكثير مثل همت مصطفى، و سهير الأتربى وغيرهن، وكانت من المحظوظات التي عاشت العصر الذهبى للتليفزيون المصرى.

فى العمل الإعلامي، يجب على المذيعة أن تحافظ على شكلها ومظهرها، لأنها صاحبة الإطلالة على الشاشة، ويجب أن تكون لها القدرة على جذب المشاهد بكل بساطة ورقي، لذا أدركت سوزان حسن منذ اليوم الأول لها فى ماسبيرو ، أن الشكل وحده يكفي، وأنها لكي تستمر فى جذب المشاهدين، لابد من نوع آخر من الجذب، وهو الحديث البسيط والعميق فى الوقت نفسه والثرى بالمعلومات الشيقة، وهذا يتطلب الاطلاع الدائم والمتابعة المستمرة لكل القضايا المطروحة على الساحة، بالإضافة إلى القراءات الحرة فى مختلف المجالات.

ولدت سوزان يوم 6 يوليو 1950 بقرية بحطيط مركز أبو حماد، والدها المهندس حسن محمد حسن، وكيل وزارة النقل، وهو مهندس ميكانيكا ووالدتها من أشهر مصممات الأزياء، وكان لها من الصغر هوايات جميلة كالغناء والرقص وعرض الأزياء التي تصنعها والدتها وعرض عليها التمثيل عام 1961، ولكن الأسرة رفضت تماما.

التحقت سوزان بكلية تجارة القاهرة، وحصلت على البكالوريوس عام 1975 بتقدير جيد جدًا، وعملت كموظفة في الشئون الإدارية والمالية باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وبعد أجرت اختبارات للعمل كمذيعة، وبعد بضعة أشهر من عملها كمذيعة سافرت مع زوجها إلى لندن للحصول على الدكتوراه، وعاشت في لندن 5 سنوات كاملة، كانت هي الأكثر تأثيرًا في تشكيل فكرتها عن الإعلام من كثرة مشاهدتها للبرامج بالتلفزيون الأوروبي.

عادت سوزان من لندن، للعمل ببرنامج “لقاء الأجيال”، الذي استمر 10 سنوات كاملة، وكان برنامج يضم في كل حلقة 3 أجيال مختلفة، كما كانت من أوائل المشاركات في برنامج «صباح الخير يا مصر»

تولت عام 2002 منصب نائب رئيس القناة الأولي، ثم أصبحت رئيس القناة الأولي عام 2003 واستمرت حتى 2005، وتولت رئاسة التلفزيون فى الفترة ما بين عام 2005 إلى 2009.

وخلال هذه الفترة كانت الخريطة البرامجية ثرية بتنوع البرامج والأفكار، وكان لكل برنامج الفئة الخاصة به، فهناك برامج خاصة للطفل وأخرى للشباب وثالثة للمرأة ، كما كان هناك برامج ثقافية على أعلى مستوى من سينمائية عالمية إلى أوبرا ومسرح وغيرها من الفنون الثقافية، كانت القناة الأولى تتميز بأنها قناة متنوعة ترضى كافة الأذواق، وأما الثانية فكانت معروفة بأنها قناة ثقافية عالمية فكانت تعرض أفلاما عالمية ونشرات باللغات الأجنبية وغيرها.

اختفت الإعلامية سوزان حسن عن الأنظار لسنوات طويلة بعد رحيلها عن التليفزيون المصري عام 2009، وعندما رحلت عينت عضوا منتدبا بمدينة الإنتاج الإعلامى، وفى يونيو 2021، كرمها مهرجان المركز الكاثوليكى المصرى للسينما في الدورة الـ69، وحصلت على جائزة التميز الإعلامي.